عدوان رئيسيان يهددان بتقويض السلم الأهلي والأمن القومي لموريتانيا واستقرار نظامها السياسي؛ الفساد وشبكة المرتزقة الروسية فاغنر
اعتقد أن صبر الرئيس محمد ولد الشيخ الغزواني على استمرار نهب المال العام وسرقته بطرق مختلفة قد نفد مع نهاية مأموريته الأولى، وترجم ذلك خطاب التنصيب لولاية ثانية؛ ومن المتوقع أن يتبع أقواله بأفعال
من حق ولد الغزواني أن يغضب ويطرد السارقين للمال العام من وظائفهم شر طردة، لقد وضع فيهم ثقته، وجعلهم موضع حسن ظنه؛ فخانوا الأمانة وأذاقوه مرارة خيبة الأمل واحرجوه أمام شعب صوت له وائتمنه على ماله وأمنه،والنخبة التي ساندته من الموالاة والمعارضة في إجماع وتفاهم سياسي نادر
الرئيس هو المسؤول الأول عن الحفاظ على "قوت" شعبه؛ ولن يتساهل أو يسامح في أوقية واحدة قد يسأل عنها غدا؛ أحرى المليارات
ولذلك لا تتوقعوا من أي كان -في هرم السلطة التنفيذية أو أجهزة الرقابة بما فيها البرلمان والقضاء- وفد آمن بالله واليوم الآخر وخشي الرحمن بالغيب أن يتسامح أو يتستر على حفنة من السارقين تلهو وتستمع وتعبث بما تستولي عليه في نواكشوط واستراحات الإبل والعطل الباذخة في إسبانيا والمغرب، فيما تعيش فئات من الشعب الموريتاني في فقر مدقع وتحتاج لأبسط الخدمات الأساسية؛ الماء الصالح للشرب
ومع أن الوعي في الشارع والطبقة السياسية بالمخاطر التي تواجه أمن بلادنا القومي وسيادتها ووحدتها بسبب التمدد الروسي في الساحل الإفريقي وتنامي نشاط داعش والقاعدة يبقى في رأيي دون حجم هذه المخاطر وسرعتها؛ بيد أنني لاحظت وعيا متناميا بخطورة الفساد على مستقبل التنمية والسلم الأهلي؛ والأهم تغييرا كبيرا في نظرة الشارع والمجتمع للمفسدين؛ لقد أصبح يحتقرهم ويعتبر سارقي مال الدولة عارا وفضيحة؛ سواء من خلال ممارسة التسيير غير الرشيد أو عبر التحايل واستغلال النفوذ في الحصول على الصفقات العمومية وتنفيذها دون احترام المعايير والشروط المطلوبة.
ولهذا نلاحظ أن المفسدين وذويهم في السنوات الأخيرة اصبحوا أقل استعراضا وكف بعضهم عن المباهاة لإخفاء السرقات الكبرى، وعدم التظاهر برفاهية مال الدولة، وعكس ما كان يتم في السابق ( فلان فكراش ويقدم لتصدر المجالس ) التكتم على العقارات التي يشترونها في المغرب وإسبانيا وتركيا
دور بعض الكتاب والمثقفين التقدميين والصحافيين المستقلين والناشطين على وسائل التواصل ومن المجتمع المدني، ساهم في بناء هذا التحول الهام، في نظرة المجتمع الموريتاني للمفسدين؛ وإنه لجدير بالاهتمام حقا هذا القلق والتوجس من مصير مجهول، لدى فئة حقيرة تتكون من مجموعتين، أطر أسندت لهم مناصب تنفيذية، وأشخاص سيطر عليهم الجشع وسعوا بطرق غير شرعية للاستيلاء على أموال وعقارات الدولة.
الخليل ولد اجدود